کد مطلب:90755 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:116

کتاب له علیه السلام (25)-إِلی زیاد أیضاً















بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِیٍّ أَمیرِ الْمُؤْمِنینَ إِلی زِیَادِ بْنِ أَبیهِ.

أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ سَعْداً ذَكَرَ لی أَنَّكَ شَتَمْتَهُ ظُلْماً، وَ تَهَدَّدْتَهُ وَ جَبَهْتَهُ تَجَبُّراً وَ تَكَبُّراً.

فَمَا دَعَاكَ إِلَی التَّكَبُّرِ، وَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: الْكِبْرِیَاءُ وَ الْعَظَمَةُ رِدَاءُ اللَّهِ، فَمَنْ نَازَعَ اللَّهَ رِدَاءَهُ قَصَمَهُ؟.

وَ قَدْ أَخْبَرَنی أَنَّكَ تُكْثِرُ مِنَ الأَلْوَانِ الْمُخْتَلِفَةِ فِی الطَّعَامِ فِی الْیَوْمِ الْوَاحِدِ، وَ أَنَّكَ تَبَخَّرُ وَ تَدَّهِنُ كُلَّ یَوْمٍ.

فَمَا ذَا عَلَیْكَ، ثَكَلَتْكَ أُمُّكَ، لَوْ صُمْتَ للَّهِ أَیَّاماً، وَ تَصَدَّقْتَ بِبَعْضِ مَا عِنْدَكَ مُحْتَسِباً، وَ أَكَلْتَ طَعَامَكَ مِرَاراً قِتَاراً، فَإِنَّ ذَلِكَ سیرَةِ الأَنْبِیَاءِ وَ شِعَارُ الصَّالِحینَ.

وَ ادَّهِنْ غِبّاً، فَإِنّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ یَقُولُ: ادَّهِنُوا غِبّاً، وَ لاَ تَدَّهِنُوا رَفَهاً[1].

فَدَعِ الإِسْرَافَ مُقْتَصِداً، وَ اذْكُرْ فِی الْیَوْمِ غَداً، وَ أَمْسِكْ مِنَ الْمَالِ بِقَدْرِ ضَرُورَتِكَ، وَ قَدِّمِ الْفَضْلَ لِیَوْمِ حَاجَتِكَ[2] إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُؤْمِنینَ[3].

أَتَرْجُو أَنْ یُعْطِیَكَ اللَّهُ أَجْرَ الْمُتَوَاضِعینَ وَ أَنْتَ عِنْدَهُ مِنَ الْمُتَكَبِّرینَ، وَ تَطْمَعُ، وَ أَنْتَ مُتَمَرِّغٌ فِی النَّعیمِ تَسْتَأْثِرُ بِهِ عَلَی الْجَارِ وَ الْمِسْكینِ وَ الْفَقیرِ، وَ[4] تَمْنَعُهُ الضَّعیفَ وَ الأَرْمَلَةَ وَ الیَتیمَ[5]،

أَنْ یُوجِبَ لَكَ ثَوَابَ الْمُتَصَدِّقینَ؟.

[صفحه 798]

وَ أَخْبَرَنی أَنَّكَ تَتَكَلَّمُ عَلَی الْمِنْبَرِ بِكَلاَمِ الصِّدّیقینَ، وَ تَعْمَلُ إِذَا نَزَلْتَ عَمَلَ الْخَطَّائینَ، فَإِنْ كُنْتَ تَفْعَلُ ذَلِكَ فَنَفْسَكَ ظَلَمْتَ، وَ عَمَلَكَ أَحْبَطْتَ، فَتُبْ إِلی رَبِّكَ، وَ أَصْلِحْ عَمَلَكَ[6].

وَ إِنَّمَا الْمَرْءُ مَجْزِیٌّ بِمَا سَلَّفَ[7]، وَ قَادِمٌ عَلی مَا قَدَّمَ. وَ السَّلاَمُ.


صفحه 798.








    1. ورد فی تاریخ الیعقوبی ج 2 ص 202. و أنساب الأشراف ج 2 ص 164. و نثر الدرّ للآبی ج 1 ص 321 و 322. و منهاج البراعة ج 18 ص 337. و نهج السعادة ج 5 ص 169 و 192. باختلاف بین المصادر.
    2. فاقتك. ورد فی غرر الحكم للآمدی ج 1 ص 120.
    3. ورد فی أنساب الأشراف للبلاذری ج 2 ص 165. و نهج السعادة للمحمودی ج 5 ص 193.
    4. ورد فی المصدرین السابقین. و نثر الدرّ للآبی ج 1 ص 321. و منهاج البراعة ج 18 ص 337. باختلاف بین المصادر.
    5. ورد فی المصادر السابقة. و تاریخ الیعقوبی ج 2 ص 202.
    6. ورد فی أنساب الأشراف ج 2 ص 165. و نثر الدرّ ج 1 ص 321. و منهاج البراعة ج 18 ص 337. و نهج السعادة ج 5 ص 193.

      باختلاف بین المصادر.

    7. أسلف. ورد فی نسخة نصیری ص 158. و نسخة ابن أبی المحاسن ص 285. و متن شرح ابن أبی الحدید ج 15 ص 139.

      و نسخة الأسترابادی ص 396. و نسخة عبده ص 536. و نسخة الصالح ص 377. و نسخة العطاردی ص 322 عن شرح فیض الإسلام.