کد مطلب:90755 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:116
أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ سَعْداً ذَكَرَ لی أَنَّكَ شَتَمْتَهُ ظُلْماً، وَ تَهَدَّدْتَهُ وَ جَبَهْتَهُ تَجَبُّراً وَ تَكَبُّراً. فَمَا دَعَاكَ إِلَی التَّكَبُّرِ، وَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: الْكِبْرِیَاءُ وَ الْعَظَمَةُ رِدَاءُ اللَّهِ، فَمَنْ نَازَعَ اللَّهَ رِدَاءَهُ قَصَمَهُ؟. وَ قَدْ أَخْبَرَنی أَنَّكَ تُكْثِرُ مِنَ الأَلْوَانِ الْمُخْتَلِفَةِ فِی الطَّعَامِ فِی الْیَوْمِ الْوَاحِدِ، وَ أَنَّكَ تَبَخَّرُ وَ تَدَّهِنُ كُلَّ یَوْمٍ. فَمَا ذَا عَلَیْكَ، ثَكَلَتْكَ أُمُّكَ، لَوْ صُمْتَ للَّهِ أَیَّاماً، وَ تَصَدَّقْتَ بِبَعْضِ مَا عِنْدَكَ مُحْتَسِباً، وَ أَكَلْتَ طَعَامَكَ مِرَاراً قِتَاراً، فَإِنَّ ذَلِكَ سیرَةِ الأَنْبِیَاءِ وَ شِعَارُ الصَّالِحینَ. وَ ادَّهِنْ غِبّاً، فَإِنّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ یَقُولُ: ادَّهِنُوا غِبّاً، وَ لاَ تَدَّهِنُوا رَفَهاً[1]. فَدَعِ الإِسْرَافَ مُقْتَصِداً، وَ اذْكُرْ فِی الْیَوْمِ غَداً، وَ أَمْسِكْ مِنَ الْمَالِ بِقَدْرِ ضَرُورَتِكَ، وَ قَدِّمِ الْفَضْلَ لِیَوْمِ حَاجَتِكَ[2] إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُؤْمِنینَ[3]. أَتَرْجُو أَنْ یُعْطِیَكَ اللَّهُ أَجْرَ الْمُتَوَاضِعینَ وَ أَنْتَ عِنْدَهُ مِنَ الْمُتَكَبِّرینَ، وَ تَطْمَعُ، وَ أَنْتَ مُتَمَرِّغٌ فِی النَّعیمِ تَسْتَأْثِرُ بِهِ عَلَی الْجَارِ وَ الْمِسْكینِ وَ الْفَقیرِ، وَ[4] تَمْنَعُهُ الضَّعیفَ وَ الأَرْمَلَةَ وَ الیَتیمَ[5]، أَنْ یُوجِبَ لَكَ ثَوَابَ الْمُتَصَدِّقینَ؟. [صفحه 798] وَ أَخْبَرَنی أَنَّكَ تَتَكَلَّمُ عَلَی الْمِنْبَرِ بِكَلاَمِ الصِّدّیقینَ، وَ تَعْمَلُ إِذَا نَزَلْتَ عَمَلَ الْخَطَّائینَ، فَإِنْ كُنْتَ تَفْعَلُ ذَلِكَ فَنَفْسَكَ ظَلَمْتَ، وَ عَمَلَكَ أَحْبَطْتَ، فَتُبْ إِلی رَبِّكَ، وَ أَصْلِحْ عَمَلَكَ[6]. وَ إِنَّمَا الْمَرْءُ مَجْزِیٌّ بِمَا سَلَّفَ[7]، وَ قَادِمٌ عَلی مَا قَدَّمَ. وَ السَّلاَمُ.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِیٍّ أَمیرِ الْمُؤْمِنینَ إِلی زِیَادِ بْنِ أَبیهِ.
صفحه 798.
باختلاف بین المصادر. و نسخة الأسترابادی ص 396. و نسخة عبده ص 536. و نسخة الصالح ص 377. و نسخة العطاردی ص 322 عن شرح فیض الإسلام.